تحدث في حياتنا لحظات ترى أن السلبيات قد تزايدت أمام عينيك وتستشعر مع ذلك قوة ضعفك وضعف قوتك فإن هذا الإحساس سيؤدى إلى الاستسلام ..ثم إلى الخضوع والخنوع … ولكن … !!!
انظر إلى هذه القصة واستشعر منها معنى القوة …
يروى أن أحد الأمراء كان بينه وبين واصل بن عطاء خلاف شديد فأراد الأمير أن يؤدب واصل بن عطاء وأن يحرجه، وكان واصل هذا يتميز بأنه ذو لغة عربية أصيلة و فكر بارع وأدب لامع ، فكل هذه هى نقاط قوته ويتميز عنها بشهرته وصيته ونجابة علمه.
ولكن كان فيه نقطة ضعف أصيلة .. حيث أنه كان لا يستطيع نطق حرف الراء فكان ألدغاً فيها لدرجة أن بعض الرواة قالوا أنه كان – واصل بن عطاء – يمتلك سبعة وعشرون حرفاً وليس ثمانية وعشرين مثل باقى الناس .
وعليه فعندما أراد الأمير أن يُحرج واصل بن عطاء وأن يستغل هذا الضعف فى الثأر منه ، قام الأمير بإرسال عماله فحفروا بئراً فى الصحراء ثم استكمالاً لسيناريوا المكر و الخداع للإيقاع بواصل بن عطاء تبرع به الأمير للعامة، ثم قام هذا الأمير بإرسال منادى ينادى فى أرجاء البلدة فقال ” أمر أمير الأمراء بحفر بئر فى الصحراء ليشرب منه الشارد و الوارد ” وأعلن الأمير عن حفلة مهيبة عظيمة يحضرها كل الناس واستدعى واصل بن عطاء فجأه وعلى حين غرة ثم أمره بإلقاء كلمة الحفل.
” ويجب أن تلاحظ أن محور الحديث يدور حول حرف الراء الذى يمثل نقطة الضعف لواصل بن عطاء حيث لا يستطيع أن ينطقه أصلاً ويخرج مكانه حرف الياء ”.
فهل استسلم واصل بن عطاء لمكيدة الأمير ؟… أم حاول الاعتذار والهروب من المكيدة ؟ .. أم أعلن الحرب الأدبية على الأمير ؟ … ليس هذا كله ، ولكن يلزمك أيضاً أن تعرف أن الأمير أعد العُدة على امتهان واصل بن عطاء حيث كلف بعض عماله بالاستعداد لواصل بن عطاء عندما يبدأ بالكلام فينطق بحرف الراء فى وسط كلامه فيقوم العمال بالاستهزاء به والسخرية منه، وعلم واصل بن عطاء بتلك المكيدة .
فما كان منه إلا أن قام و اتجه إلى منبر الحديث ثم بدأ فخطب خطبة قرابة الساعتين من الزمان و لمدة طويله شائكة مهيبة والعجيب أنه لم ينطق بحرف الراء مطلقاً كأن يقول “ حكم حكيم الحكماء بفتح عين في البيداء ليأخذ منها القاصي و الداني ” .
هكذا وانتصر واصل بن عطاء، ولكن أتعلم أن هذه الخطبة العصماء تعتبر من أبلغ الخطب العربية وأنها سُميت بالخطبة الرائية بالرغم من عدم احتوائها على حرف الراء مطلقاً و الشاهد من هذه القصة هو أن الظروف كانت تحيك بواصل بن عطاء أشد المحن عن طريق استغلالها لأظهر نقط الضعف عنده لكن واصل بن عطاء قد اجتهد وانصرف عن الضعف إلى القوة ونظر إلى إمكانياته ولم ينظر إلى مخاوفه وهذا أحد أهم أسرار النجاح .
عندما تسأل إنسان قد قام بحصر نقاط قوته ونقاط ضعفه أمام عينيه وتقول إليه كيف ترتقى بنفسك وكيف تصبح المعادلة أمامك بالتساوى أو هى أقرب لتميز القوة عن الضعف،فيجب أن تعلم أن الأمر يبدأ من مجرد التفكير الصحيح . فأى فرد قد يخبرك أنه لكى يطور ذاته فإنه سيعمل جاهداً على تقليل نقاط الضعف وتحويلها إلى قوة حتى إذا نجح فى أول نقطة ضعف اتجه للنقطة التالية (نقطة الضعف الثانية) ثم يبدأ بتطويرها حتى يتغلب عليها ثم يحولها إلى نقطة قوة ثم يتجه لنقطة الضعف الثالثة ويجتهد معها ليحولها إلى نقطة قوة وهكذا مرة بعد مرة حتى تزيد نقاط القوة على نقاط الضعف فهذا أمر طبيعي .. أليس كذلك ؟ .
فعلى الرغم من أن هذا الأمر يبدو طبيعياً لأول وهلة ولكن بصراحة تظل محصلة الأمر أنك تنظر إلى نقاط ضعفك باستمرار نقطة بعد نقطة بهدف تنميتها وتحويل نقاط الضعف تلك إلى نقاط قوة ثم تتركها وتتجه لنقطة أخرى وهكذا … لكن في تلك الحالة تكون محصلة حياتك أنك تنظر باستمرار إلى الجانب المظلم من شخصيتك ، وستعمل و تصارع طوال عمرك على السلبيات التى تراها فى نفسك وذلك لتقاوم النقص عندك وهذا ما سيدفعك دفعاً إلى البؤس والشقاء فإنك كلما نجحت و تحركت خطوات نحو التخلص من العادات والطباع السيئة وتحولها إلى إيجابيات فإنك تجتهد فى البحث عن سلبية أخرى لتعالجها وتهمل هذا النجاح الذى تحقق .
الحكمة المستفادة:
بعض الأحيان عليك ان تعمل علي أن"تقوي من إيجابياتك وتستخدمها" وليس فقط أن "تقلل من سلبياتك وتنكرها".
جيد جدا
ردحذفهذا اكثر ذكاء في العالم
ردحذفهذا اكبر ذكاء في الدنيا 😌😌😌
ردحذف